فيلم Miracles from Heaven (معجزات من السماء)
أحضري المناديل واستعدِ نفسياً قبل حضور فيلم “Miracles From Heaven” ، فقد تجدِ صعوبة في كبح دموعك خلال المشاهدةا.
قصة فيلم Miracles from Heaven
آنا بيم (Kylie Rogers) طفلة في العاشرة و هي الطفلة الوسطى لثلاث فتيات في منزل مسيحي محب ومخلص في بورليسون.
آنا طفلة ذكية وواثقة ولديها شغف بالكتب وتتوق إلى زيارة باريس.
ولكن في إحدى الليالي ، تتقيأ بشدة ، وتشعر بآلام شديدة في المعدة ، مماشخصه الأطباء بأن لديها حساسية تحمل اللاكتوز أو ارتجاع الحمض أو أي شيء آخر بسيط ويمكن علاجه.
لكن الألم لا يزول. بل يزداد سوءًا.
لذا قررت كريستي السفر مع آنا إلى بوسطن على أمل رؤية أخصائي أمراض الجهاز الهضمي للأطفال ، الدكتور صمويل نوركو (أوجينيو ديربيز) ، الذي كانت تتصل به منذ شهور لتحديد موعد دون جدوى.
ونرى التعامل الرائع من الطبيب العليم في تخصصه الخبير في طرائق التعامل مع الأطفال عن طريق ربطة العنق المميزة مثلا.
حالتها النفسية
يقرر هذا الطبيب إخراجها لعل حالتها النفسية تتحسن إذا عادت إلى بيتها وإخوتها بعد أن دخلت في طور من الاكتئاب، خاصة وأنه لم يعد لدى الطب ما يفعله إزاء هذه الحالة.
في البيت تحاول إحدى أخواتها الترفيه عنها فتدعوها لتسلق الشجرة القديمة الموجودة في حديقة المنزل، والتي طالما سعدت بتسلقها قبل مرضها، فتستجيب وتصعد فوق أحد جذوعها.
وهي فوق الجذع سعيدة باستعادة المنظر الذي اعتادته رأت فراشة بيضاء وحاولت الإمساك بها فاختل توازنها وشاءت الأقدار أن تسقط في فتحة تفضي إلى تجويف داخل تلك الشجرة الضخمة المُعَمِّرة؛
فسقطت من على تسعة أمتار مرتطمةً بباطن الشجرة فاقدةً للوعي. تسارع أختها بإخبار الأم ويأتي الدفاع المدني وتأتي إحدى المحطات التلفزيونية المحلية لتغطية عملية الإنقاذ، وبعد أربع ساعات ينجحون في انتشالها، ويذهبون بها إلى المستشفى، وهناك يخبرهم طبيب الطوارئ الذي أجرى لها أشعة أن الطفلة بخير ولم يصبها إلا رضوض، وأنه لم ير حالة كهذه منذ بداية امتهانة الطب قبل خمسة وعشرين عاما. تعود الطفلة لمنزلها وبعد يومين تلاحظ أمها أن بطنها بدأت تعود لحجمها الطبيعي، وفي اليوم الثالث لاحظت أنها اندمجت مع أخواتها في اللعب وكأنها لم تمرض من قبل، وعادت ترتدي ملابسها التي ضاقت عليها إبان مرضها ولم تعد بحاجة إلى المورفين.
المعجزات موجودة في كل مكان
بالعودة إلى بوسطن ، فإن الصداقة غير المتوقعة التي أقامتها الأم وابنتها مع نادلة كبيرة القلوب (الملكة لطيفة) تبدو وكأنها طريقة سهلة لإضفاء نقش كوميدي – باستثناء ما حدث بالفعل.
لكن هذه الرابطة والعديد من أعمال اللطف الأخرى التي تم الكشف عنها على طول الطريق ، تلعب بدقة في الفكرة المركزية للفيلم بأن المعجزات موجودة في كل مكان ، في أصغر الإيماءات اللطيفة ، والتي ليست بالضبط أسوأ رسالة يمكن للفيلم أن ينقلها.
نهاية فيلم Miracles from Heaven
اندهشت الأم والأب عندما أخبرتهما الطفلة في إحدى الجلسات بما حدث لها في جوف الشجرة فقالت:
لقد أحسست أن روحي خرجت من جسدي، وأنني بدأت أُحلِّق في العالم الآخر؛
عالم كله روعة وجمال، بساتين وأنهار وأشجار، وزهور وفراشات، ثم أحسست أنني أناجي الله؛ أحدثه ويحدثني دون صوت.
قلت له أريد أن أبقى هنا، فقال لي: بل عودي. فقلت له: لا أريد العودة للمرض والألم. فقال لي: عودي وستعود لك صحتك. وها أنا ذا في كامل الصحة والعافية.
معجزة من السماء
قصت الطفلة على مسامع والديها ما حدث فعلما أنها معجزة من السماء ساقها الله إليهم، بعد أن تضرعوا إليه وألحوا في الدعاء. وتنتشر القصة ويتناقلها الإعلام، وتحتفل الكنيسة بشفاء الطفلة، وتلقي الأم كلمة هامة ومؤثرة على جموع الحاضرين، تخبرهم فيها بما حدث، وتحكي لهم كيف أنها في فترة من الفترات يئست وغضبت من الله ووقفت عاجزة عن فهم ما يفعله بالبشر، لا سيما بطفلة صغيرة كهذه،
لكنها بعد حدوث هذه المعجزة استعادت في ذاكرتها ما سبق من لطف الله بهم في عديد المواقف فعلمت أنه كان دوما معهم؛ كان معهم حينما استطاعت الدخول على الطبيب دون موعد،
وحينما قابلت السيدة عاملة المطعم طيبة القلب بجوار المستشفى،
وحينما رزقهم فجعلهم أسرة متماسكة متحابة يعين بعضهم بعضا وقت الشدة.
ثم قالت: أعلمُ أن هناك أطفال كثر يموتون، وأعلمُ أن الظلم والحرب والقتل والأمراض والأوبئة لا تزال تفتك بالبشر، وأعلم أني لا أمتلك إجابة عن سبب ذلك كله، لكن ما أنا متيقنة منه أن الله موجود، وأنه يفعل لنا معجزات كثيرة جدا ونحن لا نلتفت إليها؛
التنفس معجزة، هضم الطعام معجزة، ضربات القلب معجزة، المطر وإنبات الأرض معجزة. ثم اختتم الفيلم بالتأكيد على أن المرء إزاء ما لا يفهم من حوادث تصيبه بالألم أمام طريقين؛
- إما يجزع ويغضب ويسخط وينكر ويسنكر ويرفض من الله هذه الأفعال ويقول إنه غير موجود ويسير في طريق الإلحاد.
- وإما يقبل ويرضى ويطلب منه بقلب كله إيمان وأمل ورجاء أن يلطف به وأن يرفع عنه ما نزل من بلاء. ومن واقع الخبرة الحياتية -كما يقول راعي الكنيسة- فإن من سار على الطريق الثاني شعر بالاطمئنان واليقين وتقبل أقداره بسلام وكان ذلك مدعاة للتخفيف عنه، بينما الآخر ازداد هما وغما ولم يصبه إلا اليأس والجزع.
وبذلك ينتهي هذا الفيلم الرائع، الذي – كما قلت في المقدمة – يشعر المشاهد بعده أن إيمانه بالله قد تجدد ويقينه قد ازداد وحبه وتعلقه بالخالق وانتظار رحمته قد اشتد. فيا له من فيلم يستحق أن تتحلق حوله العائلة وتستمتع بمشاهدته.
اقتباسات
“عندما تجلب الحياة مصاعب تفوق فهمنا ، فليس علينا أن نبحث عن الجانب المشرق. نحن البطانة الفضية. نصبح أدوات الله المُعدَّلة جيدًا للسلام ، وعطائه لبعضنا البعض ، وكل واحد منا معجزة ، وفقًا لخطته الغريبة والرائعة. “
كريستي بيم: فقدت إيماني. لهذا السبب ، لم أر ما كان حولي. قال ألبرت أينشتاين إن هناك طريقتان فقط لتعيش حياتك. أحدهما كأن لا شيء معجزة والآخر كأن كل شيء معجزة. أنا أول من أخبرك أنني لم أكن أعيش حياتي كما لو أن كل شيء معجزة. فاتني الكثير. المعجزات في كل مكان.
كريستي بيم: المعجزات هي الله. والله مغفرة. لماذا شُفيت آنا في الوقت الذي يعاني فيه الكثير من الأطفال اليوم في جميع أنحاء العالم؟ لا اعرف الجواب. لكن بعد كل ما مررت به ، أدركت أنني لست وحدي. وبغض النظر عما تمر به ، فأنا هنا لأخبرك ، لست وحدك. المعجزات هي طريقة الله لإعلامنا بوجوده هنا.
الإيمان والمعجزات
آنا لم تفقد إيمانها بالله، ولكن تزعزعَ إيمانُ الأم وبدأت تسأل بحدة وغضب تلك الأسئلة التي ما فتئ كل مصاب يسألها:
لماذا يا رب تسلِّط المرض على هذه الطفلة البريئة؟
لماذا ترسل إليها هذا الألم وذلك العذاب وهي -على صغرها- لم ترتكب ذنبا ولا إثما؟ .
لماذا تفعل بنا ذلك ونحن نحبك ونؤمن بك ونعبدك؟.
ما الذي يُضير العالم لو خلقته بلا مرض ولا فقر ولا قتل ولا ظلم؟
ألم يكن ذلك أنسب لنعش فيه بأمان وسعادة؛ نعمر الأرض بالخير ونملأها بالسلام؟ وبالطبع، لم يكن ثمة جواب على هذه الأسئلة، وإنما أملٌ ورجاءٌ عند الطفلة وعند أبيها وراعي الكنيسة في البلدة الصغيرة التي يقطنون فيها.
رأيي في فيلم Miracles from Heaven (معجزات من السماء)
أوصي بشدة بهذا الفيلم حيث أن مشاهدة هذا الفيلم تجدد الإيمان بالله، وتبعث على الطمأنينة، وتعين على تحمل نوائب الحياة.
تم تصوير الفيلم بشكل جميل ، وتم تمثيله بشكل جيد، وهو أفضل أداء في حياة جينيفر جاردنر المهنية التي عاشتها!
قام كل فرد فيها بعمل جيد ولكن بشكل خاص الفتاة الصغيرة التي كانت الشخصية الرئيسية. وهي قصة حقيقية!
يوازن الفيلم بشكل مثالي بين القصة وجوانب الإيمان حيث أن الفيلم ومؤثر عاطفيا و يجسد المشاعر وأزمة الإيمان.
الفيلم على نتفليكس، وربما مواقع أخرى.
أفلام أخرى نتفليكس